الأربعاء، 27 مايو 2009

كيف تحوّل الحصة المدرسية إلى متعة من خلال توظيف التقنيات الحديثة ؟

* العوامل التي تساهم في زيادة فعالية استخدام وسائط الاتصال التعليمية:
* أولاً : عوامل ينبغي أن تتوفر في المعلمة المُستخدمة لوسائط الاتصال التعليمية.
* ثانياً : شروط ينبغي أن تتوافر عند اختيار وتصميم وسائط الاتصال التعليمية.
* ثالثاً : قواعد عامة ينبغي مراعاتها عند استخدام وسائط الاتصال التعليمية.
والآن .. سنتناول كلاً منها بشيء من التفصيل :

* أولاً : العوامل التي ينبغي أن تتوفر في المعلمة المُستخدمة لوسائط الاتصال التعليمية:
إن المعلمة الذي يستخدم وسائط الاتصال التعليمية لا بد أن تتوافر فيها كفاءات خاصة لكي يستخدمها استخداماً سليماً يمكن تلخيصها فيما يلي:
1 ـ أن تكون المعلمة مُلمة بنظريات علم النفس التعليمي وخاصة ما يتعلق بمراحل النمو المختلفة:
وبذلك تتمكن من تكييف عرض الوسيلة واستخدامها مع استعدادات وميول المتعلمات في كل مرحلة، وإذا لم يتحقق هذا الشرط في المعلمة فيكون استخدامها للوسائل المختلفة خاطئاً في معظمه مما يترتب عليه عدم جدواها عند استعمالها، وربما يكون لها تأثير سيئ فاقدة بذلك أداء وظيفتها، أي يصبح استخدام الوسيلة قليل أو عديم الفائدة.
2 ـ أن تكون المعلمة على دراية بتشغيل الوسيلة التي يريد استخدامها:
لا يكفي أن تكون المعلمة مُلماً بنظريات علم النفس التعليمي، إنما بالإضافة إلى ذلك يجب أن تكون على دراية بتشغيلها لأنه إذا لم تكن كذلك فربما لا تجد من يشغّل لها جهازاً معيناً كجهاز السينما مثلاً في الوقت المناسب لاستخدامها، ربما لانشغال الشخص الآخر في عمله أو لغيابه، أو لخلافِها معه أو لأي سبب آخر مما يترتب عليه تعطيل العمل، بالإضافة إلى أن طالباتها ربما لا تُقدّرنها التقدير الكافي بسبب اعتمادها على الآخرين في تشغيل الأجهزة، ولكن بتوافر هذا الشرط فإن المعلمة تشعر باطمئنان في استخدام الوسيلة في الوقت المناسب وبالطريقة التي تتلاءم معه، وكذلك يزيد من تقدير طالباته لها.
3 ـ أن تكون المعلمة على دراية بصيانة وسائل الاتصال التعليمية:
لا يكفي أن تكون المعلمة على دراية بتشغيل الوسيلة التي يريد استخدامها، وإنما يجب عليها كذلك أن يكون على دراية بصيانة الأجهزة ووسائط الاتصال التعليمية خاصة الحساس منها كأجهزة السينما والفيديو والحاسبات وغيرها من الأجهزة الحساسة وذلك لكي يدوم استعمالها، ويستمر لفترات طويلة. أما في حالة جهل أو عدم دراية المعلمة بصيانة هذه الوسائل، فإن ذلك سوف يؤدي إلى قلة فاعلية هذه الأجهزة مما يترتب عليه استبدالها بغيرها مما يكلف نفقات كثيرة.
4 ـ أن تكون المعلمة على دراية بمصادر الحصول على وسائل الاتصال التعليمية وعلى أنواع الوسائل المختلفة وفوائدها التربوية:
فإذا تحقق كل ذلك فسوف تكون المعلمة على علم كامل بزمن الحصول على الوسيلة، ومكان الحصول عليها، وأنواعها المختلفة، والفوائد التربوية التي تتحقق من استعمالها، مما يترتب عليه زيادة الفاعلية من استخدامها والانتفاع بها، واختيار المناسب منها، طبقاً لطبيعة كل درس. أما إذا لم يتحقق هذا الشرط بسبب جهل المعلمة بكيفية الحصول على الوسائل أو معرفة أنواعها أو العلم بفوائدها التربوية فسوف تقل فاعلية التعليم ويصبح قليل أو عديم الجدوى.
5 ـ أن تكون المعلمة مُلمة بشروط العرض المناسب لكل وسيلة:
فمثلاً عند استعمالها لجهاز السينما، ينبغي أن تكون على علم بأنه محتاج لمكان مُجهّز بالستائر السوداء وبمصدر للتيار الكهربي، وبالمسافة المناسبة التي يجلس عندها الصف الأول من المشاهدات، وغيرها من الشروط.
6 ـ أن تكون المعلمة مؤمنة ومقتنعة بالدور الهام الذي يمكن أن تحققه وسائل الاتصال التعليمية في التعليم :
فإذا تحقق هذا الشرط فسوف تكون المعلمة مُقتنعاً باستعمال وسائل الاتصال التعليمية ليس فقط لمجرد الاستعمال، وإنما عن إيمان واقتناع بدورها الفعّال في المواقف التربوية المختلفة. أما إذا استعملتها تقليداً لغيرها، أو خوفاً من قرارات المشرف التربوي (الموجه)، أو لمجرد تضييع الوقت، أو لراحتها الشخصية وليس عن اقتناع بأهميتها فسوف يؤثر ذلك على النتائج المرجوة من استخدامها.

* ثانياً : الشروط التي ينبغي أن تتوافر عند اختيار وسائط الاتصال التعليمية:
على فرض أنه صار أمام المعلمة أكثر من وسيلة تحقق الغرض، فعلى أي أساس يختار بينها؟ يجدر بالمعلمة أن تسأل نفسها :
ـ لماذا تستخدم هذا الفيلم بالذات؟ أو هذه الاسطوانة المدمجة؟ أو تلك الشفافيات؟ وأيها يحقق غرضه بكيفية أفضل؟
ـ وهل الوقت الذي تستغرقه هذه الوسيلة أو تلك يتناسب مع ما ستحققه من فوائد؟
ـ وهل يمكن أن تغني المناقشة والقراءة عن هذه الوسيلة أو تلك؟
ـ وهل تجدي مع طالباتها؟
ـ وهل المادة التعليمية التي تقدمها الوسيلة موثوق بها؟ وتساعد على تحقيق أهداف الدرس ومتصلة بموضوعه؟
ـ وهل المادة التعليمية المتضمنة في المواد التعليمية تناسب مستوى إدراك الطالبات وأعمارهن؟ وتناسب قدراتهن؟
ـ وهل تثير الوسيلة في الطالبات أسئلة جديدة ومزيد من حب الاستطلاع، ومزيد من الاستمتاع، وتطرح مشكلات ورغبة في إجراء التجارب وممارسة أوجه نشاط إبتكارية وتطبيقات جديدة؟
ـ وهل يسهل استخدام الوسيلة؟ أم أن في استخدامها أخطاراً؟
ـ وهل ثمنها مناسب؟ وكيف يُقارن ثمنها بأثمان الوسائل الأخرى؟
كل هذه التساؤلات وغيرها تتمكن المعلمة من الإجابة عنها بمعرفتها للشروط التي ينبغي توافرها عند اختيار الوسائل التعليمية ويمكن إجمالها فيما يلي:

1 ـ أن تكون الوسيلة ذات قيمة تربوية من حيث توفيرها للوقت والجهد والمال:
فإذا لم يتحقق أي عامل من هذه العوامل كتضييعها الوقت مثلاً بدلاً من توفيره كأن تكون خارجة عن نطاق ما يُدرس، أو تحتاج إلى جهد أكبر عند استعمالها، وكأن تكون معقدة التركيب أو تحتاج إلى مال كثير لشرائها فيحسن بالمعلمة عدم الاستعانة بها، أو التعليم بدونها أو اختيار غيرها.
2 ـ أن تكون الوسيلة مفهومة لدى الطالبات:
قد يكون الوسيط التقني مفيد لمرحلة من المراحل، ولكنه لا يفيد مرحلة أخرى.
فمثلاً عند دراسة الجهاز الهضمي في دروس الأحياء قد لا يكون الفيلم التعليمي الذي يحمل اسم الجهاز الهضمي مناسباً للمرحلة الإعدادية، ولكنه يتناسب مع المرحلة الثانوية، فعند عرضه بالمرحلة الإعدادية فسوف يكون قليل أو عديم الجدوى لاحتوائه على معلومات قد يصعب على طالبات المرحلة الإعدادية استيعابها، وبذلك فسوف يكون استعمالها عديم القيمة التربوية.
3 ـ أن تكون الوسيلة واضحة من حيث رسمها والبيانات والألوان وتناسب حجم أجزائها المختلفة:
تفتقر بعض المواد التعليمية إلى الوضوح من حيث رسمها والبيانات عليها، أو ألوانها، أو تناسب حجم أجزائها المختلفة مما يؤثر تأثيراً كبيراً عند استعمالها.
فمثلاً عند استعمال صورة مرسومة تقنياً للجهاز الهضمي في الإنسان ينبغي مراعاة نسب حجم وأطوال أعضاءه المختلفة كالفم والبلعوم والمريء والمعدة والأمعاء الرفيعة والغليظة الخ، كما أن رسم الجهاز ينبغي أن يكون واضحاً مع استخدام الألوان المناسبة القريبة من لونها الطبيعي بقدر الإمكان، فإذا لم تتوفر هذه الشروط فسوف يكون من الخطأ اختيارها.
4 ـ أن يكون اختيار الوسيلة متمشياً مع مكان عرضها وظروفها:
فمثلاً عند استخدام شاشة لعرض أي مادة تعليمية من خلال جهاز الفيديو بروجكتور أو السينما التعليمية أو عرض بيانات الكمبيوتر من خلال جهاز العرض (Data Show) يجب على المعلمة أن تكون متأكدة من المكان المهيأ لاستخدام هذه الشاشة، وكذلك عند اختيارها فيلماً تعليمياً لعرضه على الطالبات ينبغي على المعلمة أن تكون متأكدة من المكان الذي سيُعرض فيه من حيث إظلام المكان ووجود مصدر كهربي، وإلا قلت أو انعدمت فائدة اختيار هذا الفيلم لعرضه.
5 ـ أن يكون اختيار الوسيلة متمشياً مع أهداف الدرس:
ينفرد كل درس بأهداف خاصة تميزه عن غيره، وبذلك فربما يكون الأفضل لدرس من الدروس اختيار نموذج معين بدلاً من عرض فيلم، أو القيام برحلة تعليمية لمكان معين بدلاً من سماع شريط مُسجّل، أو التفاعل مع جهاز كمبيوتر أو جهاز فيديو تفاعلي، وهكذا ولذا يجب أن يكون اختيار الوسيلة قائماً على الأهداف التي تضعها المعلمة عند تدريسها لموضوع معين.

زينب غريانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق